الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال القرطبي : هي مدنية بالإجماع . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : المائدة مدنية . وأخرج أحمد ، والنسائي ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن جبير بن نفير قال : حججت فدخلت على عائشة ، فقالت لي : يا جبير تقرأ المائدة ؟ فقلت : نعم ، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت ، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه ، وما وجدتم من حرام فحرموه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن عبد الله بن عمر قال : آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح . وأخرج أحمد عنه قال : أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله ، فنزل عنها ، قال ابن كثير : تفرد به أحمد ، قلت : وفي إسناده ابن لهيعة . وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والطبراني ، وأبو نعيم في [ ص: 349 ] الدلائل والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أسماء بنت يزيد نحوه . وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والبغوي في معجمه وابن مردويه ، والبيهقي في دلائل النبوة ، عن أم عمرو بنت عيسى عن عمها نحوه أيضا . وأخرج أبو عبيد ، عن محمد بن كعب القرظي نحوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وزاد أنها نزلت في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة ، وهكذا أخرج ابن جرير ، عن الربيع بن أنس بهذه الزيادة وأخرج أبو عبيد ، عن ضمرة بن حبيب ، وعطية بن قيس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : المائدة من آخر القرآن تنزيلا ، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها . وأخرج أبو داود ، والنحاس كلاهما في النسخ ، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال : لم ينسخ من المائدة شيء ، وكذا أخرجه سعيد بن منصور ، وابن المنذر عنه ، وكذا أخرجه عبد بن حميد و أبو داود في ناسخه وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الشعبي ، وكذا أخرجه عبد بن حميد ، وأبو داود في ناسخه وابن المنذر ، عن الحسن البصري .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وأبو داود في ناسخه وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الشعبي قال : لم ينسخ من المائدة إلا هذه الآية : ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، عن ابن عباس قال : نسخ من هذه السورة آيتان ، آية القلائد وقوله : فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم [ المائدة : 42 ] وأخرج عبد بن حميد في مسنده ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة والتوبة ، وذكر النقاش ، عن أبي سلمة أنه قال : ( لما رجع صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية قال : يا علي أشعرت أنها نزلت علي سورة المائدة ؟ ونعمت الفائدة ) قال ابن العربي : هذا حديث موضوع لا يحل لمسلم اعتقاده ، وقال ابن عطية : هذا عندي لا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية