الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك إشارة إلى من فصلت نعوته الجليلة، وما فيه من معنى البعد للدلالة على علو مرتبته، وبعد منزلته وامتيازه بتلك المناقب الحميدة عن غيره، ونزوله منزلة المشاهد المحسوس عيسى ابن مريم ، لا ما يصفه النصارى، وهو تكذيب لهم فيما يزعمونه على الوجه الأبلغ والمنهاج البرهاني، حيث جعله موصوفا بأضداد ما يصفونه. قول الحق بالنصب على أنه مصدر مؤكد لـ "قال إني عبد الله ... إلخ. وقوله تعالى: ذلك عيسى ابن مريم اعتراض مقرر لمضمون ما قبله، وقرئ: بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو قول الحق الذي لا ريب فيه، والإضافة للبيان، والضمير للكلام السابق أو لتمام القصة، وقيل: صفة عيسى، أو بدله، أو خبر ثان. [ ص: 265 ] ومعناه: كلمة الله. وقرئ: (قال الحق) و (قول الحق). فإن القول والقال في معنى واحد. الذي فيه يمترون أي: يشكون أو يتنازعون. فيقول اليهود : ساحر، والنصارى : ابن الله، وقرئ: بتاء الخطاب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية