الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب

                                                                                                                                                                                                أنزل من السماء ماء هو المطر. وقيل: كل ماء في الأرض فهو من السماء ينزل منها إلى الصخرة، ثم يقسمه الله، "فسلكه" فأدخله ونظمه ينابيع في الأرض عيونا ومسالك ومجاري كالعروق في الأجساد. مختلفا ألوانه هيئاته من خضرة وحمرة وصفرة وبياض وغير ذلك، وأصنافه من بر وشعير وسمسم وغيرها، "يهيج" يتم جفافه، عن الأصمعي ; لأنه إذا تم جفافه حان له أن يثور عن منابته ويذهب "حطاما" فتاتا ودرينا. إن في [ ص: 299 ] ذلك لذكرى لتذكيرا وتنبيها، على أنه لا بد من صانع حكيم، وأن ذلك كائن عن تقدير وتدبير، لا عن تعطيل وإهمال. ويجوز أن يكون مثلا للدنيا، كقوله تعالى: إنما مثل الحياة الدنيا [يونس: 24]، واضرب لهم مثل الحياة الدنيا [الكهف: 45]. وقرئ: (مصفارا).

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية