الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 241 ]

                                                                                                                                                                                                                                        *(34) سورة سبأ مكية وقيل إلا قوله : ( ويرى الذين أوتوا العلم ) الآية ، وآيها أربع وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور

                                                                                                                                                                                                                                        ( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ) خلقا ونعمة ، فله الحمد في الدنيا لكمال قدرته وعلى تمام نعمته . ( وله الحمد في الآخرة ) لأن ما في الآخرة أيضا كذلك ، وليس هذا من عطف المقيد على المطلق فإن الوصف بما يدل على أنه المنعم بالنعم الدنيوية قيد الحمد بها ، وتقديم الصلة للاختصاص فإن النعم الدنيوية قد تكون بواسطة من يستحق الحمد لأجلها ولا كذلك نعم الآخرة . ( وهو الحكيم ) الذي أحكم أمور الدارين . ( الخبير ) ببواطن الأشياء .

                                                                                                                                                                                                                                        ( يعلم ما يلج في الأرض ) كالغيث ينفذ في موضع وينبع في آخر ، وكالكنوز والدفائن والأموات . ( وما يخرج منها ) كالحيوان والنبات والفلزات وماء العيون . ( وما ينزل من السماء ) كالملائكة والكتب والمقادير والأرزاق والأنداء والصواعق . ( وما يعرج فيها ) كالملائكة وأعمال العباد والأبخرة والأدخنة . ( وهو الرحيم الغفور ) للمفرطين في شكر نعمته مع كثرتها ، أو في الآخرة مع ما له من سوابق هذه النعم الفائتة للحصر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية