الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( 23 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله : لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسراركم ، وتطلعونهم على عورة الإسلام وأهله ، وتؤثرون المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ( إن استحبوا الكفر على الإيمان ) ، يقول : إن اختاروا الكفر بالله ، على التصديق به والإقرار [ ص: 176 ] بتوحيده ( ومن يتولهم منكم ) ، يقول : ومن يتخذهم منكم بطانة من دون المؤمنين ، ويؤثر المقام معهم على الهجرة إلى رسول الله ودار الإسلام ( فأولئك هم الظالمون ) ، يقول : فالذين يفعلون ذلك منكم ، هم الذين خالفوا أمر الله ، فوضعوا الولاية في غير موضعها ، وعصوا الله في أمره .

وقيل : إن ذلك نزل نهيا من الله المؤمنين عن موالاة أقربائهم الذين لم يهاجروا من أرض الشرك إلى دار الإسلام .

ذكر من قال ذلك :

16568 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام ) ، قال : أمروا بالهجرة ، فقال العباس بن عبد المطلب : أنا أسقي الحاج! وقال طلحة أخو بني عبد الدار : أنا صاحب الكعبة ، فلا نهاجر! فأنزلت : ( لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ) ، إلى قوله : ( يأتي الله بأمره ) ، بالفتح ، في أمره إياهم بالهجرة . هذا كله قبل فتح مكة . [ ص: 177 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية