الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون

                                                                                                                                                                                                أم اتخذوا بل اتخذ قريش، والهمزة للإنكار من دون الله من دون إذنه "شفعاء" حين قالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله [يونس: 18] ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه. ألا ترى إلى قوله تعالى: قل لله الشفاعة جميعا أي: هو مالكها، فلا يستطيع أحد شفاعة إلا بشرطين: أن يكون المشفوع له مرتضى، وأن يكون الشفيع مأذونا له. وههنا الشرطان مفقودان جميعا. أولو كانوا معناه: أيشفعون ولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون أي: ولو كانوا على هذه الصفة لا يملكون شيئا قط، حتى يملكوا الشفاعة ولا عقل لهم، له ملك السماوات والأرض تقرير لقوله تعالى: لله الشفاعة جميعا لأنه إذا كان له الملك كله والشفاعة من الملك، كان مالكا لها. فإن قلت: بم يتصل قوله: ثم إليه ترجعون ؟ قلت: بما يليه، معناه: له ملك السماوات والأرض اليوم ثم إليه ترجعون يوم القيامة، فلا يكون الملك في ذلك اليوم إلا له، فله ملك الدنيا والآخرة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية