الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خمش ]

                                                          خمش : الخمش : الخدش في الوجه وقد يستعمل في سائر الجسد ، خمشه يخمشه ويخمشه خمشا وخموشا وخمشه . والخموش : الخدوش ؛ قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب يخاطب امرأته :


                                                          هاشم جدنا فإن كنت غضبى فاملئي وجهك الجميل خدوشا



                                                          وحكى اللحياني : لا تفعل ذلك ! أمك خمشى ، ولم يفسره ؛ قال ابن سيده : وعندي أن معناه ثكلتك أمك فخمشت عليك وجهها ، قال : وكذلك الجمع ، يقال لا تفعلوا ذلك ! أمهاتكم خمشى . والخماشة من الجراحات : ما ليس له أرش معلوم كالخدش ونحوه . والخماشة : الجناية ، وهو من ذلك ؛ قال ذو الرمة :


                                                          رباع لها مذ أورق العود عنده     خماشات ذحل ما يراد امتثالها



                                                          امتثالها : اقتصاصها ، والامتثال الاقتصاص ، ويقال : أمثلني منه ؛ قال يصف عيرا وأتنه ورمحهن إياه إذا أراد سفادهن ، وأراد بقوله رباع عيرا قد طلعت رباعيتاه . ابن شميل : ما دون الدية فهو خماشات مثل قطع يد أو رجل أو أذن أو عين أو ضربة بالعصا أو لطمة ، كل هذا خماشة . وقد أخذت خماشتي من فلان ، وقد خمشني فلان أي ضربني أو لطمني أو قطع عضوا مني . وأخذ خماشته إذا اقتص . وفي حديث قيس بن عاصم : أنه جمع بنيه عند موته وقال : كان بيني وبين فلان خماشات في الجاهلية ، واحدتها خماشة ، أي جراحات وجنايات ، وهي كل ما كان دون القتل والدية من قطع أو جرح أو ضرب أو نهب ونحو ذلك من أنواع الأذى ؛ وقال أبو عبيد : أراد بها جنايات وجراحات . الليث : الخامشة وجمعها الخوامش وهي صغار المسايل والدوافع ؛ قال أبو منصور : سميت خامشة لأنها تخمش الأرض أي تخد فيها بما تحمل من ماء السيل . والخوافش : مدافع السيل ، الواحدة خافشة . والخامشة : من صغار مسايل الماء مثل الدوافع . والخموش : البعوض ، بفتح الخاء ، في لغة هذيل ؛ قال الشاعر :


                                                          كأن وغى الخموش بجانبيه     وغى ركب أميم ذوي زياط



                                                          واحدته خموشة ، وقيل : لا واحد له ؛ وهذا الشعر في التهذيب :


                                                          كأن وغى الخموش بجانبيه     مآتم يلتدمن على قتيل



                                                          واحدتها بقة ، وقيل : واحدتها خموشة ؛ قال ابن بري : ذكر الجوهري هذا البيت في فصل وغى أيضا وذكر أنه للهذلي والذي في شعر هذيل خلاف هذا ، وهو :


                                                          كأن وغى الخموش بجانبيه     وغى ركب أميم أولي هياط



                                                          قال ابن بري : والبيت للمتنخل ؛ وقبله :


                                                          وماء قد وردت أميم طام     على أرجائه زجل الغطاط



                                                          قال : الهياط والمياط الخصومة والصياح ، والطامي المرتفع ، وأرجاؤه نواحيه . والغطاط ضرب من القطا . وفي حديث ابن عباس حين سئل : هل يقرأ في الظهر والعصر ؟ فقال : خمشا ؛ دعا بأن يخمش وجهه أو جلده كما يقال جدعا وقطعا ، وهو منصوب بفعل لا يظهر . وفي الحديث : من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خموشا أو كدوحا في وجهه أي خدوشا ؛ قال أبو عبيد : الخموش مثل الخدوش . يقال : خمشت المرأة وجهها تخمشه وتخمشه خمشا وخموشا ، والخموش مصدر ويجوز أن يكونا جميعا المصدر حيث [ ص: 158 ] سمي به ؛ قال لبيد يذكر نساء قمن ينحن على عمه أبي براء :


                                                          يخمشن حر أوجه صحاح     في السلب السود وفي الأمساح



                                                          حكى ابن قهزاذ عن علي بن الحسين بن واقد قال : سألت مطرا عن قوله - عز وجل : وجزاء سيئة سيئة مثلها ، فقال : سألت عنها الحسن بن أبي الحسن فقال : هذا من الخماش ؛ قال أبو الهيثم : أراد هذا من الجراحات التي لا قصاص فيها . والخمش : كالخدش الذي لا قصاص فيه . والحواميم كلها مكية ليس فيها حكم لأنها كانت دار حرب ، قال ابن مسعود : آل حم من تلادي الأول أي من أول ما تعلمت بمكة ، ولم تجر الأحكام بين المسلمين بمكة في القصاص . والخمش : ولد الوبر الذكر ، والجمع خمشان . وتخمش القوم : كثرت حركتهم . وأبو الخاموش : رجل معروف بقال ؛ قال رؤبة :


                                                          أقحمني جار أبي الخاموش



                                                          والخماشات : بقايا الذحل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية