الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 400 ] قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض آية 222

                                          [2108] حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق البغدادي، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، ثنا حماد بن سلمة ، أنبأ ثابت ، وعاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، " أن اليهود كانوا إذا حاضت منهم المرأة، أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تعالى ويسألونك عن المحيض قل هو أذى الآية. قال: فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاكلوهن وأن يكونوا معهن في البيوت، وأن يصيبوا كل شيء إلا النكاح " .

                                          [2109] حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي ، حدثني أبي، عن أبيه، عن إبراهيم الصائغ ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، أن ابن عباس أخبره، " أن القرآن أنزل في شأن الحائض، والمسلمون يخرجونهن من بيوتهن كفعل العجم. ثم استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. فجاء القرآن في ذلك: فقال الله لرسوله: ويسألونك عن المحيض " .

                                          [2110] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: ويسألونك عن المحيض أنزلت في ثابت بن الدحداح، هو وأبو الدحداح صاحب الحديقة.

                                          قوله: هو أذى

                                          [2111] حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي، حدثني أبي، عن أبيه، عن إبراهيم الصائغ ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، أن ابن عباس أخبره، أن القرآن أنزل في شأن الحائض، فقال الله عز وجل لرسوله: ويسألونك عن المحيض قال: قل هو أذى لهم أذى.

                                          [ ص: 401 ] [2112] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في هذه الآية: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى قال: الدم: أذى.

                                          [2113] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة ، في قوله: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى قال: قذر، قال أبو محمد : وروي عن السدي نحو قول قتادة .

                                          قوله تعالى: فاعتزلوا النساء في المحيض

                                          [2114] حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي، عن أبيه، عن إبراهيم يعني: الصائغ ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، أن ابن عباس أخبره، " أن القرآن أنزل في شأن الحائض، المسلمون يخرجونهم من بيوتهم كفعل العجم، فاستفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فجاء القرآن في ذلك، فقال الله لرسوله: ويسألونك عن المحيض قال الله: هو أذى لهم أذى فاعتزلوا النساء في المحيض فظن المؤمنون أن الاعتزال، كما كانوا يفعلون يخرجونهم من بيوتهم، حتى إذا قرأ آخر الآية، فهم المؤمنون ما الاعتزال إذ قال الله: ولا تقربوهن حتى يطهرن ".

                                          [2115] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله فاعتزلوا النساء في المحيض يقول: اعتزلوا نكاح فروجهن. قال أبو محمد : وروي عن مجاهد ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك.

                                          [2116] حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن يمان، عن الزبرقان ، قال: سألت أبا رزين ، عن قوله: فاعتزلوا النساء في المحيض قال: ائتوهن من قبل الطهر، ولا تأتونهن من قبل الحيض.

                                          قوله تعالى: ولا تقربوهن

                                          [2117] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس : ولا تقربوهن حتى يطهرن قال: يقول: إذا طهرت من الدم، قال أبو محمد : وروي عن عكرمة ، ومجاهد ، والحسن نحو ذلك.

                                          [ ص: 402 ] 2118 - قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان : حتى يطهرن يعني يغتسلن من المحيض.

                                          قوله تعالى: فإذا تطهرن

                                          [2119] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، يعني قوله: فإذا تطهرن يقول: إذا طهرت من الدم، وتطهرت بالماء. قال أبو محمد : وروي عن مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، ومقاتل بن حيان ، والليث بن سعد ، نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: فأتوهن من حيث أمركم الله

                                          [2120] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي يعني: عمار الدهني، عن سعيد بن جبير ، قال " بينا أنا ومجاهد جالسان عند ابن عباس إذ أتاه رجل، فقال ألا تشفيني عن آية الحيض؟ قال: بلى فاقترأ: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى إلى قوله: فأتوهن من حيث أمركم الله فقال ابن عباس : من حيث جاء الدم، من ثم أمرت أن تأتي " ، قال أبو محمد : وروي عن مجاهد ، وإبراهيم ، أنهما قالا: في الفرج.

                                          الوجه الثاني:

                                          [2121] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي رزين: فأتوهن من حيث أمركم الله قال: من قبل الطهر. قال أبو محمد : وروي عن عكرمة ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وعطاء الخراساني ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [2122] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن إسماعيل الأزرق ، عن أبي محمد الأسدي ، عن ابن الحنفية ، في قوله: فأتوهن من حيث أمركم الله قال: من قبل الحلال، من قبل التزويج.

                                          [ ص: 403 ] قوله تعالى: إن الله يحب التوابين

                                          [2123؟؟ حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص ، ثنا عاصم بن سليمان الأحول، عن الشعبي قال: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم قرأ: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "

                                          [2124] حدثنا أبي ، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، في قوله: إن الله يحب التوابين قال: التوابين من الذنوب ويحب المتطهرين قال: المتطهرين بالماء للصلاة . وروي عن أبي العالية ، ومجاهد ، ومقاتل بن حيان ، وجابر بن زيد ، نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: ويحب المتطهرين

                                          [2125] حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن مسلم القري، قال: " قلت لابن عباس : أصب الماء على رأسي وأنا محرم؟ قال: لا بأس. إن الله يقول يحب التوابين ويحب المتطهرين "

                                          [2126] حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، في قوله: إن الله يحب التوابين قال: التوابين من الذنوب: ويحب المتطهرين قال: المتطهرين بالماء.

                                          الوجه الثاني:

                                          [2127] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن المنهال ، قال: كنت عند أبي العالية ، فتوضأ وتوضأت، فقلت: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فقال: إن الطهور بالماء لحسن، ولكنهم المتطهرون من الذنوب.

                                          الوجه الثالث:

                                          [2128] حدثنا سليمان بن داود القزاز ، ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن نافع ، عن سليم يعني مولى أم علي ، عن مجاهد ، قال: من فعله فليس من المتطهرين، يعني: من أتى امرأته في دبرها.

                                          [ ص: 404 ] الوجه الرابع:

                                          [2129] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا سهل بن زنجلة ، ثنا أبو يحيى التيمي ، عن الأعمش ، في قوله: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين قال: التوبة من الذنب والتطهر من الشرك.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية