الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3376 [ ص: 623 ] باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 189 جـ 12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن أنس بن مالك ؛ قال: لما كان يوم أحد ، انهزم ناس من الناس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، مجوب عليه بحجفة . قال: وكان أبو طلحة رجلا راميا، شديد النزع . وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا . قال: فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة . قال: ويشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم، ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة : يا نبي الله! بأبي أنت وأمي! لا تشرف، لا يصبك سهم من سهام القوم . نحري دون نحرك . قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم ، وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواههم. ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم . ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة ، إما مرتين، وإما ثلاثا، من النعاس ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، (قال: لما كان يوم أحد، انهزم ناس من الناس، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، [ ص: 624 ] وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، مجوب عليه بجحفة) أي: مترس عنه ليقيه سلاح الكفار.

                                                                                                                              (قال: وكان أبو طلحة رجلا راميا، شديد النزع) أي: شديد الرمي.

                                                                                                                              (وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا. قال: فكان الرجل يمر معه الجعبة) بفتح الجيم (من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة. قال: ويشرف نبي الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي ! لا تشرف، لا يصبك سهم من سهام القوم. نحري دون نحرك) هذا من مناقب أبي طلحة الفاخرة.

                                                                                                                              (قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم) رضي الله عنهما؛ (وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما) بفتح الخاء والدال. الواحدة: " خدمة ". وهي الخلخال. " والسوق ": جمع "ساق ". وهذه الرؤية "للخدم "): لم يكن فيها نهي؛ لأن هذا كان يوم "أحد"، قبل أمر النساء بالحجاب، وتحريم النظر إليهن. ولأنه لم يذكر هنا: أنه تعمد النظر إلى نفس الساق. فهو محمول على أنه حصلت تلك النظرة فجاءة، بغير قصد. ولم يستدمها.

                                                                                                                              (تنقلان القرب على متونهما) . أي: ظهورهما.

                                                                                                                              [ ص: 625 ] وفي هذا الحديث: اختلاط النساء في الغزو برجالهن، في حال القتال، لسقي الماء ونحوه.

                                                                                                                              (ثم تفرغان في أفواههم. ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان تفرغانه في أفواههم ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة، إما مرتين؛ وإما ثلاثا من النعاس) .

                                                                                                                              والحديث: دليل على خروج النساء في الغزو. وفيه: منقبة أبي طلحة؛ رضي الله عنه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية