الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ؛ هذا في مشركي أهل مكة؛ المعنى: " يعلمون من معايش الحياة الدنيا " ؛ لأنهم كانوا يعالجون التجارات؛ فأعلم الله - عز وجل - لما نفى؛ أنهم لا يعلمون ما الذي يجهلون؛ ومقدار ما يعلمون؛ فقال: يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ؛ " هم " ؛ الأولى مرفوعة بالابتداء؛ و " هم " ؛ الثانية ابتداء ثان؛ و " غافلون " ؛ خبر " هم " ؛ الثانية؛ والجملة الثانية خبر " هم " ؛ الأولى؛ والفائدة في الكلام؛ أو ذكر " هم " ؛ ثانية؛ وإن كانت ابتداء؛ تجرى مجرى التوكيد؛ كما تقول: " زيد هو عالم " ؛ فهو أوكد من قولك: " زيد عالم " ؛ ويصلح أن تكون " هم " ؛ بدلا من " هم " ؛ الأولى؛ مؤكدة أيضا؛ كما تقول: " رأيته إياه " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية