الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 101 ] ثم دخلت سنة خمسين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها :

أنه قبض على حاجب الباب أبي الفتح ابن الصيقل الهاشمي ووكل به في الديوان وأحضر الناس وواقفوه على ما أخذ منهم وأخرج منه إلى بيته ورتب مكانه أبو المعالي بن إلكيا الهراسي نحو أربعين يوما ثم عزل ورتب أبو القاسم علي بن محمد بن هبة الله بن الصاحب .

وفي هذا الشهر : ورد الخبر أن الغز التركمان دخلوا نيسابور ونهبوها وفتكوا بأهلها وفقهائها منهم محمد بن يحيى شيخ أصحاب الشافعي فقتلوا بها نحوا من ثلاثين ألف [نسمة ] وكان سنجر معهم عليه اسم السلطنة وهو معتقل ولقد أراد يوما أن يركب فلم يجد من يحمل سلاحه فشده على وسطه ، وكان إذا قدم إليه الطعام اختلس منه شيئا يخبؤه لوقت آخر خوفا من انقطاعه عنه لتقصيرهم به .

وفي شهر ربيع الأول : خرج الخليفة إلى دقوقا محاصرا لها فاستغاثوا له ارحمنا فرجع عنهم .

وفي رجب : كانت الوقعة بين عسكري الخليفة وبين شملة التركماني فهزموه وتبعوه إلى أن خرج إليهم كمين في مضيق فانكسروا وأسر وجوههم ثم أحسن إليهم [ ص: 102 ] وسرحهم واعتذر فقبل عذره وسار إلى خوزستان فملكها وأزاح ملك شاه بن محمود بن محمد بن ملك شاه عنها .

وفي شعبان : هجم ثلاثة نفر من الشراة على الحويزي عامل نهر ملك فقتلوه .

وفي شوال : وصل الملك سليمان بن محمد بن ملك شاه إلى بغداد [ضيفا ] مستجيرا بأمير المؤمنين ، وتلقى بولد الوزير ابن هبيرة وكان على رأسه شمسة وخمسة أعلام سود ولم ينزل أحدهما للآخر وقبل عتبة باب النوبي وخرج أمير المؤمنين حين خروج الحاج فسار معهم إلى النجف ودخل جامع الكوفة واجتاز في سوقها وعاد إلى بغداد .

وفي رمضان : منع الوعاظ كلهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية