الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى أي: أذهب عنك الهواجس التي اعترتك من المفاجأة؛ لأننا معك؛ والعاقبة لك؛ "إنك أنت الأعلى "؛ في هذه المبارزة؛ وأفعل التفضيل ليس على بابه; لأنهم لا علو عندهم؛ وإنما المراد أنك أنت الغالب على فرعون وملئه؛ وأنت المسيطر في الجولة؛ ومعك سلاح الغلب والسلطان؛ وهو المعجزة التي؛ في يمينك؛ ولذا قال له - عز من قائل -: ينبهه إلى معجزته الأولى التي بجست الحجر وفلقت البحر؛ وما كان غافلا؛ بل إن الدهشة التي أوجس منها خيفة جعلته يحتاج إلى أن ينبهه الله (تعالى) - فقال: وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا وقالوا: إنما أبهم ولم يذكر أنها العصا؛ تعظيما لأمرها; ولأنها هي عود صغير من شجر؛ تأخذ كل هذه الحبال والعصي؛ ولا تبقي شيئا يتخيل؛ أو لا يتخيل؛ وأرى أن قوله: ما في يمينك تنبيه إلى أن في يده ما يدفع وهمهم؛ فكيف يوجس خيفة؛ وهو في يده؟! وقوله (تعالى): تلقف ما صنعوا بالجزم؛ جوابا للأمر؛ أي: ألق ما في يمينك - وهو العصا - وقوله (تعالى): تلقف ما صنعوا أي: تأخذه بسرعة؛ وتبتلعه؛ ولا يكون له أثر؛ "تلقف ما صنعوا "؛ الضمير يعود إلى العصا؛ ولذا صدر المضارع بالتاء؛ فكأنه إبهام؛ ثم بيان؛ فقال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية