الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2856 ) مسألة ; قال ( فإن كان العيب دخيلا عليه من غير جنسه ، كان الصرف فيه فاسدا ) يعني إذا وجد أحدهما ما قبضه مغشوشا بغش من غير جنسه ، فينظر فيه ; فإن كان الصرف عينا بعين ، فهو فاسد ; لما أسلفناه . وإن كان بغير عين ، وعلم ذلك في المجلس ، فرده ، وأخذ بدله ، فالصرف صحيح ; لأنه عين المعقود عليه ، وإن افترقا قبل رده ، فالصرف فيه فاسد أيضا ; لأنهما تفرقا قبل قبض المعقود عليه ، ولم يقبض ما يصلح عوضا عن المعقود عليه . وهذا ظاهر كلام الخرقي .

                                                                                                                                            وقيل عن أحمد : إنه إذا أخذ البدل في مجلس الرد ، لم يبطل ، كما لو كان العيب من جنسه . وهذا فيما إذا لم يكن مشتري المعيب عالما بعيبه ، فأما إن علم بعيبه ، فاشتراه على ذلك ، والعيب من جنسه ، جاز ، ولا خيار له ، ولا بدل . وإن كان من غير جنسه ، وكان الصرف ذهبا بذهب ، أو فضة بمثلها ، فالصرف فيه فاسد ; لأنه يخل بالتماثل ، إلا أن يبيع ذهبا أو فضة مغشوشا بمثل غشه ، كبيعه دينارا صوريا بمثله ، مع علمه بتساوي غشهما ، وقد ذكرنا أن الظاهر جوازه .

                                                                                                                                            وإن باع مغشوشا بغير مغشوش ، لم يجز ، إلا أن يكون للغش قيمة ، فيخرج على مسألة مد عجوة . وإن كان الصرف في جنسين ، كذهب بفضة ، انبنى على إنفاق المغشوشة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية