الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3289 [ ص: 644 ] باب في الأنفال

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب الأنفال) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 54 جـ 12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن مصعب بن سعد عن أبيه ؛ قال: نزلت في أربع آيات؛ أصبت سيفا، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! نفلنيه. فقال: "ضعه" . ثم قام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ضعه من حيث أخذته"، ثم قام فقال: نفلنيه يا رسول الله! فقال: "ضعه" . فقام، فقال: يا رسول الله! نفلنيه. أؤجعل كمن لا غناء له؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ضعه من حيث أخذته" قال: فنزلت هذه الآية: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: نزلت في أربع آيات: أصبت سيفا) لم يذكر هنا من الأربع: إلا هذه الواحدة. وقد ذكر مسلم " الأربع " بعد هذا، في كتاب الفضائل. وهي: بر الوالدين. وتحريم الخمر. ولا تطرد الذين يدعون ربهم . وآية الأنفال.

                                                                                                                              (فأتي به النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقال: يا رسول الله! نفلنيه. فقال: " ضعه". ثم قام، فقال له النبي صلى الله عليه) [ ص: 645 ] وآله (وسلم: " ضعه من حيث أخذته ". ثم قام، فقال: نفلنيه)، يا رسول الله ! فقال: "ضعه " فقام، فقال: يا رسول الله ! نفلنيه) . أأجعل كمن لا غناء له ؟) بفتح الغين وبالمد. وهو الكفاية (فقال له النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: " ضعه من حيث أخذته"، قال: فنزلت هذه الآية: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ) .

                                                                                                                              فيه: إثبات النفل وهو مجمع عليه. واختلفوا في محل النفل؛ هل هو من أصل الغنيمة ؟ أو من أربعة أخماسها ؟ أو من خمس الخمس؟ وهي ثلاثة أقوال للشافعي. وبكل منها قال جماعة من العلماء.

                                                                                                                              والأصح عند الشافعية: أنه من خمس الخمس. وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وآخرون.

                                                                                                                              وممن قال: إنه من أصل الغنيمة: الأوزاعي، وأحمد، وأبو ثور، وآخرون.

                                                                                                                              وأجاز النخعي: أن تنفل السرية جميع ما غنمت. دون باقي الجيش.

                                                                                                                              وهو خلاف ما قاله العلماء كافة.

                                                                                                                              قالت الشافعية : ولو نفلهم الإمام من أموال بيت المال العتيد، دون الغنيمة: جاز.

                                                                                                                              [ ص: 646 ] " والتنفيل " إنما يكون لمن صنع صنعا جميلا في الحرب، انفرد به. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية