الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى "جنات عدن "؛ أي: إقامة؛ وهي إقامة مريحة؛ فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ؛ وفي ذلك تبكيت لفرعون بأنهم ينالون بعملهم الصالح خيرا مما فيه؛ وإذا كان يقول معتزا بغير الله (تعالى): أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ؛ فأولئك البررة الأتقياء تجري من تحتهم الأنهار في جنات عدن؛ وإن هذه الجنات يخلدون فيها ويستمرون؛ وفيها النعم غير مقطوعة؛ ولا ممنوعة؛ وذلك جزاء من تزكى الإشارة إلى هذا النعيم المقيم؛ جزاء من تطهر من الظلم والمعاصي؛ ولم يسر وراء الأوهام الفاسدة. [ ص: 4757 ] ولقد سرنا على أساس أن الآيتين: إنه من يأت ربه مجرما و ومن يأته مؤمنا هو من كلام الله (تعالى)؛ لا من كلام السحرة; لأنه معطي النعيم؛ وهو المعاقب؛ والمثيب؛ فهو أليق به؛ وإن كان ثمة احتمال أن يكون من كلام السحرة؛ وإذا كان السياق يسوغه ابتداء فإن ثمة التفاتا من الحديث عنهم إلى أن يتكلم الله (تعالى) عن نفسه؛ فهو مالك يوم الدين.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية