الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      إسحاق بن بهلول

                                                                                      ابن حسان ، الحافظ الثقة العلامة ، أبو يعقوب ، التنوخي الأنباري . مولده بالأنبار في سنة أربع وستين ومائة .

                                                                                      سمع أباه ، وسفيان بن عيينة ، وأبا معاوية الضرير ، ويحيى بن سعيد القطان ، وإسماعيل ابن علية ، ووكيع بن الجراح ، وشعيب بن حرب ، وإسحاق الأزرق ، وأبا ضمرة أنس بن عياض ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن آدم ، وخلقا كثيرا . وكان أحد أوعية العلم .

                                                                                      حدث عنه : إبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وجعفر الفريابي ، ويحيى بن محمد بن صاعد ، وأبو عبد الله المحاملي ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق الأزرق حفيده ، وآخرون .

                                                                                      قال أبو بكر الخطيب : صنف كتابا في القراءات ، وصنف " المسند " ، وصنف كتابا في الفقه . وله مذاهب اختارها ، يعني : أنه يجتهد ، ولا يقلد أحدا ، إلى أن قال : وكان ثقة . [ ص: 490 ]

                                                                                      قال ولده بهلول بن إسحاق : استدعى المتوكل أبي إلى سر من رأى ، حتى سمع منه ، ثم أمر ، فنصب له منبر ، وحدث في الجامع ، وأقطعه إقطاعا مغله في العام اثنا عشر ألفا ، ووصله بخمسة آلاف في السنة ، فكان يأخذها ، وأقام إلى أن قدم المستعين بغداد ، فخاف أبي من الأتراك أن يكبسوا الأنبار ، فانحدر إلى بغداد ، ولم يحمل معه كتبه ، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر أن يحدث ، فحدث ببغداد من حفظه بخمسين ألف حديث ، لم يخطئ في شيء منها .

                                                                                      روى هذه القصة أحمد بن يوسف الأزرق عن عمه إسماعيل بن يعقوب ، عن عمه بهلول .

                                                                                      وقال أبو طالب أحمد بن محمد بن إسحاق بن البهلول : تذاكرت أنا وابن صاعد ما حدث به جدي ببغداد ، فقلت له : قال لي أنيس المستملي : إنه حدث من حفظه بأربعين ألف حديث . فقال ابن صاعد : لا يدري أنيس ما قال ، حدث إسحاق بن البهلول من حفظه ببغداد بأكثر من خمسين ألف حديث .

                                                                                      قلت : كذا فليكن الحفظ وإلا فلا ، قنعنا اليوم بالاسم بلا جسم ، فلو رأى الناس في وقتنا من يروي ألف حديث بأسانيدها حفظا لانبهروا له .

                                                                                      مات إسحاق بن بهلول الحافظ بالأنبار في ذي الحجة في سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، وقد قارب التسعين .

                                                                                      قرأت على عبد الحافظ بنابلس ، أخبرنا ابن قدامة ، أخبرنا ابن [ ص: 491 ] البطي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري ، حدثنا أبو أحمد الفرضي ، حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق ، حدثنا جدي ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن عوف ، عن ابن سيرين ، عن حكيم بن حزام ، قال : نهاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبيع ما ليس عندي .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ ويوسف الغسولي ، قالا : موسى بن عبد القادر ، أخبرنا ابن البناء ، أخبرنا ابن البسري أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا ابن البناء ، أخبرنا ابن البسري ، أخبرنا المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا إسحاق بن بهلول ، حدثنا إسحاق الأزرق ، أخبرنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : حججت مع رسول الله -صلى الله وسلم- ، فلم يصم يوم عرفة ، ومع أبي بكر فلم يصمه ، ومع عمر فلم يصمه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية