الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (35) قوله : أيعدكم أنكم : الآية في إعرابها ستة أوجه، أحدها: أن اسم "أن" الأولى مضاف لضمير الخطاب حذف وأقيم المضاف إليه مقامه، والخبر قوله: "إذا متم" و "أنكم مخرجون" تكرير لـ "أن" الأولى للتأكيد والدلالة على المحذوف والمعنى: أن إخراجكم إذا متم وكنتم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 334 ] الثاني: أن خبر "أن" الأولى هو "مخرجون"، وهو العامل في "إذا"، وكررت الثانية توكيدا لما طال الفصل. وإليه ذهب الجرمي والمبرد والفراء.

                                                                                                                                                                                                                                      الثالث: أن "أنكم مخرجون" مؤول بمصدر مرفوع بفعل محذوف، ذلك الفعل المحذوف هو جواب "إذا" الشرطية، وإذا الشرطية وجوابها المقدر خبر لـ "أنكم" الأولى، تقديره: يحدث أنكم مخرجون.

                                                                                                                                                                                                                                      الرابع: - كالثالث- في كونه مرفوعا بفعل مقدر، إلا أن هذا الفعل المقدر خبر لـ "أن" الأولى، وهو العامل في "إذا".

                                                                                                                                                                                                                                      الخامس: أن خبر الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه، تقديره: أنكم تبعثون، وهو العامل في الظرف، وأن الثانية وما في حيزها بدل من الأولى، وهذا مذهب سيبويه.

                                                                                                                                                                                                                                      السادس: أن "أنكم مخرجون" مبتدأ، وخبره الظرف مقدما عليه، والجملة خبر عن "أنكم" الأولى، والتقدير: أيعدكم أنكم إخراجكم كائن أو مستقر وقت موتكم. ولا يجوز أن يكون العامل في "إذا" "مخرجون" على كل قول; لأن ما في حيز "أن" لا يعمل فيما قبلها، ولا يعمل فيها "متم" لأنه مضاف إليه، و "أنكم" وما في حيزه في محل نصب أو جر بعد حذف الحرف، إذ الأصل: أيعدكم بأنكم. ويجوز أن لا يقدر حرف جر، فيكون في محل نصب فقط نحو: وعدت زيدا خيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 335 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية