الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 342 ] آ. (37) قوله : إن هي : "هي" ضمير يفسره سياق الكلام أي: إن حياتكم إلا حياتنا. قال الزمخشري: "هذا ضمير لا يعلم ما يراد به إلا بما يتلوه من بيانه. وأصله: إن الحياة إلا حياتنا الدنيا، فوضع "هي" موضع "حياتنا" لأن الخبر يدل عليها ويبينها. ومنه "هي النفس تتحمل ما حملت" و "هي العرب تقول ما شاءت". وقد جعل بعضهم هذا القسم مما يفسر بما بعده لفظا ورتبة ونسبه إلى الزمخشري متعلقا بهذا الكلام الذي نقلته عنه، لا تعلق له في ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "نموت ونحيا" جملة مفسرة لما ادعوه من أن حياتهم ما هي إلا كذا. وزعم بعضهم أن فيها دليلا على عدم الترتيب في الواو، إذ المعنى: نحيا ونموت إذ هو الواقع. ولا دليل فيها; لأن الظاهر من معناها: يموت البعض منا، ويحيا آخرون، وهلم جرا. يشيرون إلى انقراض العصر وخلف غيره مكانه. وقيل: نموت نحن ويحيا أبناؤنا. وقيل: القوم يعتقدون الرجعة أي: نموت ثم نحيا بعد ذلك الموت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية