الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (40) قوله : عما قليل : في "ما" هذه وجهان، أحدهما: أنها مزيدة بين الجار ومجروره للتوكيد كما زيدت في الباء نحو: "فبما رحمة". وفي "من" نحو "مما خطيئاتهم". و "قليل": صفة لزمن محذوف أي عن زمن قليل.

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها غير زائدة بل هي نكرة بمعنى شيء أو زمن. و "قليل" صفتها أو بدل منها. وهذا الجار فيه ثلاثة أوجه. أحدها: أنه متعلق بقوله: [ ص: 343 ] "ليصبحن" أي ليصبحن عن زمن قليل نادمين. والثاني: أنه متعلق بـ "نادمين". وهذا على أحد الأقوال في لام القسم، وذلك أن فيها ثلاثة أقوال: جواز تقديم معمول ما بعدها عليها مطلقا. وهو قول الفراء وأبي عبيدة. والثاني: المنع مطلقا وهو قول جمهور البصريين. والثالث: التفصيل بين الظرف وعديله، وبين غيرهما، فيجوز فيهما الاتساع، ويمتنع في غيرهما، فلا يجوز في: "والله لأضربن زيدا": "زيدا لأضربن" لأنه غير ظرف ولا عديله.

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث من الأوجه المتقدمة: أنه متعلق بمحذوف تقديره: عما قليل ننصر حذف لدلالة ما قبله عليه. وهو قوله "رب انصرني".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ "لتصبحن" بتاء الخطاب على الالتفات، أو على أن القول صدر من الرسول لقومه بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية