الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 191 ] سياق

                    ما روي من كرامات أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن حسين - رضي الله عنه -

                    126 - أخبرنا علي بن محمد بن عيسى بن موسى ، قال : أنا علي بن محمد بن أحمد المصري ، قال : ثنا أبو علاثة محمد بن عمر بن خالد قال : ثنا عياض بن أبي طيبة ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : سمعت الليث بن سعد ، يقول : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فأتيت مكة ، فلما أن صليت العصر رقينا أبا قبيس ، فإذا أنا برجل جالس وهو يدعو ، فقال : يا رب ، يا رب ، حتى انقطع نفسه ، ( ثم قال : يا رباه ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : رب رب رب ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا ألله ، يا ألله ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا حي ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رحيم ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا رحيم ، حتى انقطع نفسه ، ثم قال : يا أرحم الراحمين ، حتى انقطع نفسه ، سبع مرات .

                    [ ص: 192 ] ثم قال : اللهم إني أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه ، اللهم وإن برداي قد خلقا ، قال الليث : فوالله ما استتم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة ( عنبا وليس ) على الأرض عنب يومئذ ، وبردين ، فأراد أن يأكل ، فقلت : أنا شريكك ، فقال : ولم ؟ ! فقلت : لأنك كنت تدعو وأؤمن أنا ، فقال لي : تقدم فكل ، ولا تخبئ منه شيئا ، فتقدمت فأكلت شيئا لم آكل مثله قط ، وإذا عنب لا عجم له ، فأكلت حتى شبعت ، والسلة لم تنقص شيئا ، ثم قال لي : خذ أحب البردين إليك ، فقلت له : أما البردان فأنا غني عنهما ، فقال لي : توار عني حتى ألبسهما ، فتواريت عنه فاتزر بأحدهما ، وارتدى بالآخر ، ثم أخذ البردين اللذين كانا عليه ، فجعلهما عنده ونزل ، واتبعته حتى إذا كان بالمسعى لقيه رجل فقال له : اكسني كساك الله يا ابن رسول الله ، فدفعهما إليه ، فلحقت الرجل فقلت : من هذا ؟ قال : هذا جعفر بن محمد ، قال الليث : فطلبته لأسمع منه فلم أجده .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية