الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : واقتلوهم حيث ثقفتموهم الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 313 ] أخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : واقتلوهم حيث ثقفتموهم الآية ، قال : عنى الله بهذا المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق ، سأله عن قوله : ثقفتموهم قال : وجدتموهم ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول حسان :

                                                                                                                                                                                                                                      فإما تثقفن بني لؤي جذيمة إن قتلهم دواء



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي العالية في قوله : والفتنة أشد من القتل يقول : الشرك أشد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مالك في قوله : والفتنة أشد من القتل قال : الفتنة التي أنتم مقيمون عليها أكبر من القتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : والفتنة أشد من القتل . قال : ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من أن يقتل محقا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم : ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم كلها بالألف، فاقتلوهم آخرهن بغير ألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي الأحوص قال : سمعت أبا إسحاق يقرؤهن كلهن بغير ألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرءونها كلهن بغير ألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود في "ناسخه"، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال : حتى يبدءوا بالقتال، ثم نسخ بعد ذلك فقال : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو داود ، والنحاس ، معا في "الناسخ"، عن قتادة في قوله : ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام وقوله : يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير . فكان كذلك حتى نسخ هاتين الآيتين جميعا في "براءة" قوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ، و وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : فإن انتهوا قال : فإن [ ص: 315 ] تابوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية