الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا الفاء للإفصاح؛ أي أنهم قالوا: هذا إلهكم وإله موسى وليس له من صفات الألوهية شيء؛ أفلا يرون والفاء مؤخرة عن تقديم؛ لأن الاستفهام له الصدارة؛ والتقدير "فألا يرون أنه لا يرجع لهم قولا؟ "؛ أي: يرد لهم قولا؛ ولا يجيبهم في قول؛ و "أن "؛ هي المخففة من الثقيلة؛ واسمها ضمير الحال والشأن؛ ورجع القول: إجابته؛ فهو لا يرد إجابة سائق يسوقه؛ ولا قائد يقوده؛ ولا يعرف قولا؛ كما يعرف الحيوان؛ فليس فيه أمر يدل على حياته؛ حتى يعد حيا في أحياء الحيوان؛ وإذا كان فإنه لا يمكن أن يكون إلها؛ وإذا كان حيا فلا يمكن أيضا أن يكون إلها؛ لا يمكن أن يكون إلها لأنه لا ينفع؛ فهم أخطؤوا؛ لأنهم عدوه حيا؛ وكفروا لأنهم عبدوه إلها؛ فضلوا بذلك ضلالا بعيدا.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية