الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (50) قوله : ومعين : صفة لموصوف محذوف أي: وماء معين. وفيه قولان أحدهما: أن ميمه زائدة، وأصله معيون أي: مبصر بالعين، فأعل إعلال "مبيع" وبابه، وهو مثل قولهم "كبدته" أي ضربت كبده، ورأسته أي: أصبت رأسه، وعنته أي: أدركته بعيني. ولذلك أدخله الخليل في مادة ع ي ن. والثاني: أن الميم أصلية، ووزنه فعيل مشتق من المعن. واختلف في المعن فقيل: هو الشيء القليل ومنه الماعون. وقيل: هو من معن الشيء معانة أي كثر. قال جرير:


                                                                                                                                                                                                                                      3418 - إن الذين غدوا بلبك غادروا وشلا بعينك لا يزال معينا



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الراغب: "وهو من معن الماء: جرى" وسمى مجاري الماء معنان. "وأمعن الفرس: تباعد في عدوه، وأمعن بحقي ذهب به، وفلان معن في حاجته". يعني سريعا. قلت: كله راجع إلى معنى الجري والسرعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية