الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): وإن كانوا من قبل أن ينـزل عليهم من قبله لمبلسين ؛ المعنى: " أن ينزل عليهم المطر " ؛ ويقرأ: " أن ينزل " ؛ ومعنى " مبلسين " : منقطعين انقطاع آيسين؛ فأما تكرير قوله: " من قبل " ؛ ففيه وجهان؛ قال قطرب: إن " قبل " ؛ الأولى للتنزيل؛ و " قبل " ؛ الثانية للمطر؛ وقال الأخفش؛ وغيره من البصريين: تكرير " قبل " ؛ على جهة التوكيد؛ والمعنى: " وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين " ؛ والقول كما قالوا؛ لأن تنزيل المطر بمعنى المطر؛ لأن المطر لا يكون إلا بتنزيل؛ كما أن الرياح لا تعرف إلا بمرورها؛ قال الشاعر: [ ص: 190 ]

                                                                                                                                                                                                                                        مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم



                                                                                                                                                                                                                                        فمعنى " مر الرياح " ؛ كقولك " تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية