الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة أربع وستين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها:

أن بعض غلمان الخليفة واقع العيارين بالدجيل وقتل كثيرا منهم وجاء [برءوسهم] وأخذ قائدهم .

وفي صفر: جلس ابن الشاشي للتدريس بالمدرسة النظامية التتشية على شاطئ دجلة بباب الأزج التي كانت بيد يوسف الدمشقي وحضر عنده جماعة من أرباب المناصب .

وفي هذا اليوم: صلب تسعة أنفس وقطعت يد العاشر .

وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع الأول: رئي في صحن دار السلام بدار الخليفة رجل غريب قائم في طريق الخليفة الذي يركب فيه ومعه سكين صغيرة في يده وأخرى كبيرة معلقة في زنده فاستنطقوه فقال أنا من حلب فحبس وعوقب البواب .

وفي سابع عشر ربيع الآخر: فوض إلى أبي جعفر بن الصباغ نيابة التدريس في النظامية واعتقل تاج الدين أخو أستاذ الدار .

وفي جمادى الآخرة: مات حاجب الباب ابن الصاحب وتولى ولده حجبة الباب . [ ص: 183 ]

وفي يوم الجمعة عاشر شعبان: دخل قوم من العيارين إلى دار بعض التجار عند سوق العطر فلم يجدوا في الدار إلا مملوكا فسألوه عن المال فقال لا علم لي فقتلوه وفتشوا الدار فلم يجدوا فيها شيئا وخرجوا ولم يحظوا إلا بقتل الغلام .

وفي ليلة النصف من شعبان: اتفقت حادثة عجيبة وهو أن إنسانا كان قائما عند دكان عطار بشارع دار الدقيق فجاء إنسان نفاط يلعب بقارورة النفط فخرجت من يده بغير اختياره فأهلكت ما في الدكان كله وتعلقت بثياب ذلك الرجل القائم هناك إلى أن نزع ثيابه انسلخ جلده من عنقه إلى مشد سراويله وأخذ النفاط فحبس وجرت فتنة فتخلص النفاط .

وفي سادس عشرين شعبان: خرج الوزير إلى الحلة لينظر إلى البلاد ويتعرف أحوالها .

وفي رمضان: قبض على يزدن وتتامش وسلما إلى قيماز وضيق على قيماز وأخذ منه على ما حكي ثلاثون ألف دينار جمع فيها مراكبه [وآنية داره] وانكسر كسرة عظيمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية