الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
118 - باب الخروج إلى المبقلة ، وحمل الشيء على عاتقه إلى أهله بالزبيل

234 - حدثنا إسحاق بن مخلد ، عن حماد بن أسامة ، عن مسعر ، قال : حدثنا عمر بن قيس ، عن عمرو بن أبي قرة الكندي ، قال : " عرض أبي على سلمان أخته ، فأبى وتزوج مولاة له ، يقال لها : بقيرة ، [ ص: 123 ] فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة ، وسلمان شيء ، فأتاه يطلبه ، فأخبر أنه في مبقلة له ، فتوجه إليه ، فلقيه معه زبيل فيه بقل ؛ قد أدخل عصاه في عروة الزبيل ، وهو على عاتقه ، فقال : يا أبا عبد الله ، ما كان بينك وبين حذيفة ؟ قال : يقول سلمان : وكان الإنسان عجولا ، فانطلقا حتى أتيا دار سلمان ، فدخل سلمان الدار فقال : السلام عليكم ، ثم أذن لأبي قرة ، فدخل ، فإذا نمط موضوع على باب ، وعند رأسه لبنات ، وإذا قرطاط ، فقال : اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها ، ثم أنشأ يحدثه ، فقال : إن حذيفة كان يحدث بأشياء ، كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام ، فأوتى فأسأل عنها ؟ فأقول : حذيفة أعلم بما يقول ، وأكره أن تكون ضغائن بين أقوام ، فأتي حذيفة ، فقيل له : إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول! فجاءني حذيفة فقال : يا سلمان ابن أم سلمان! فقلت يا حذيفة ابن أم حذيفة! لتنتهين ، أو لأكتبن فيك إلى عمر ، فلما خوفته بعمر تركني ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ولد آدم أنا ، فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة ، أو سببته سبة ، في غير كنهه ، فاجعلها عليه صلاة " . [ ص: 124 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية