الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              [ ص: 245 ] سورة الدخان

                                                                                                                                                                                              قوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم

                                                                                                                                                                                              وقد روي عن عكرمة وغيره من المفسرين في قوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم أنها ليلة النصف من شعبان . والجمهور على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح .

                                                                                                                                                                                              وقال عطاء بن يسار : إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة، فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة، فإن العبد ليغرس الغراس . وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإن اسمه قد نسخ في الموتى ما ينتظر به ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه . .


                                                                                                                                                                                              يا مغرورا بطول الأمل، يا مسرورا بسوء العمل،     كن من الموت على وجل،
                                                                                                                                                                                              فما تدري متى يهجم الأجل .




                                                                                                                                                                                              كل امرئ مصبح في أهله .     والموت أدنى من شراك نعله



                                                                                                                                                                                              قال بعض السلف: كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومن مؤمل غدا لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره .


                                                                                                                                                                                              أؤمل أن أخلد والمنايا .     تدور علي من كل النواحي
                                                                                                                                                                                              وما أدري وإن أمسيت يوما     لعلي لا أعيش إلى الصباح
                                                                                                                                                                                              كم ممن راح في طلب الدنيا أو غدا     أصبح من سكان القبور غدا
                                                                                                                                                                                              [ ص: 246 ] كأنك بالمضي إلى سبيلك     وقد جد المجهز في رحيلك
                                                                                                                                                                                              وجيء بغاسل فاستعجلوه     بقولهم له افرغ من غسيلك
                                                                                                                                                                                              ولم تحمل سوى كفن وقطن     إليهم من كثيرك أو قليلك
                                                                                                                                                                                              وقد مد الرجال إليك نعشا     فأنت عليه ممدود بطولك
                                                                                                                                                                                              وصلوا ثم إنهم تداعوا     لحملك من بكورك أو أصيلك
                                                                                                                                                                                              فلما أسلموك نزلت قبرا     ومن لك بالسلامة في نزولك
                                                                                                                                                                                              أعانك يوم تدخله رحيم     رءوف بالعباد على دخولك
                                                                                                                                                                                              فسوف تجاور الموتى طويلا     فذرني من قصيرك أو طويلك
                                                                                                                                                                                              أخي لقد نصحتك فاستمع لي     وبالله استعنت على قبولك
                                                                                                                                                                                              ألست ترى المنايا كل حين     تصيبك في أخيك وفي خليلك



                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية