الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1 - 22 - 1 - ( باب في الإسراء ) .

                                                                                            229 عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعدت معتزلا حزينا " . فمر به عدو الله أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم " قال : وما هو ؟ قال : " إني أسري بي الليلة " . قال : إلى أين ؟ قال : " إلى بيت المقدس " . قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : " نعم " فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه . قال : أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني ؟ قال : " نعم " . قال : هيا معشر بني كعب بن لؤي . قال : فانتقضت إليه المجالس ، وجاءوا حتى جلسوا إليهما . قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " [ ص: 65 ] إني أسري بي الليلة " . قالوا : إلى أين ؟ قال : " إلى بيت المقدس " قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : " نعم " . قال : فمن بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم . قالوا : وتستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ - وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فذهبت أنعت ، فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت " قال : " فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل - أو عقال - فنعته وأنا أنظر إليه . قال : وكان مع هذا نعت لم أحفظه " قال : فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب .

                                                                                            رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ، ورجال أحمد رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية