الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (64) قوله : حتى إذا : "حتى" هذه: إما حرف ابتداء والجملة الشرطية بعدها غاية لما قبلها، و "إذا" الثانية فجائية هي جواب الشرطية، وإما حرف جر عند بعضهم. وقد تقدم تحقيقه غير مرة. وقال الحوفي: "حتى غاية، وهي عاطفة، "إذا" ظرف مضاف لما بعده، فيه معنى الشرط، "إذا" الثانية في موضع جواب الأولى، ومعنى الكلام عامل في "إذا" والمعنى جأروا. والعامل في الثانية "أخذنا". وهو كلام لا يظهر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن عطية: "و "حتى" حرف ابتداء لا غير. و "إذا" والثانية التي هي جواب تمنعان من أن تكون "حتى" غاية لـ "عاملون". قلت: يعني أن الجملة الشرطية وجوابها لا يظهر أن تكون غاية لـ "عاملون". وظاهر كلام [ ص: 357 ] مكي أنها غاية لـ "عاملون" فإنه قال: "أي لكفار قريش أعمال من الشر دون أعمال أهل البر لها عاملون، إلى أن يأخذ الله أهل النعمة والبطر منهم إذا هم يضجون". انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      والجؤار: الصراخ مطلقا. وأنشد الجوهري:


                                                                                                                                                                                                                                      3421 - يراوح من صلوات المليـ ك طورا سجودا وطورا جؤارا



                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدم هذا مستوفى في النحل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية