الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي ؛ وصف الله - عز وجل - خلقه الذي يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله؛ أو يقدروا على نوع منه؛ ثم قال: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؛ وقوله: بغير عمد ترونها ؛ قيل في التفسير: إنها بعمد لا ترونها؛ أي: لا ترون تلك العمد؛ وقيل: خلقها بغير عمد؛ وكذلك ترونها. [ ص: 195 ] والمعنى في التفسير يؤول إلى شيء واحد؛ ويكون تأويل " بغير عمد ترونها " ؛ الذي فسر: بعمد لا ترونها؛ يكون معنى العمد قدرته - عز وجل - التي يمسك بها السماوات والأرض؛ وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ؛ " رواسي " : جبال ثوابت؛ كما قال - عز وجل -: ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا ؛ فمعنى " أن تميد بكم " : " كراهة أن تميد بكم " ؛ ومعنى " تميد " : تتحرك حركة شديدة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية