الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2899 ) فصل : ولا يجوز بيع الزرع الأخضر في الأرض إلا بشرط القطع في الحال ، كما ذكرنا في الثمرة على الأصول ; لما روى مسلم ، عن ابن عمر ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع النخل حتى يزهي ، وعن بيع السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة . نهى البائع والمشتري . } قال ابن المنذر : لا أعلم أحدا يعدل عن القول به . وهو قول مالك ، وأهل المدينة ، وأهل البصرة ، وأصحاب الحديث ، وأصحاب الرأي .

                                                                                                                                            فإن باعه مع الأرض ، جاز ، كبيع الثمرة مع الأصل ، وإن باعه لمالك الأرض ، ففيه وجهان ، على ما ذكرنا في الثمرة تباع من مالك الأصل . وقال أبو الخطاب : يجوز . وإن باعه إياه بشرط القطع ، جاز ، وجها واحدا ، ولم يلزم المشتري الوفاء بالشرط ; لأن الأصل له ، فهو كبيع الثمرة من مالك الأصل بشرط القطع .

                                                                                                                                            وإذا اشتد حب الزرع ، جاز بيعه مطلقا ، وبشرط التبقية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث : { حتى يبيض } . فجعل ذلك غاية المنع من بيعه ، فيدل على الجواز بعده . وفي رواية ، { نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع العنب حتى يسود ، وعن بيع الحب حتى يشتد } . ولأنه إذا اشتد حبه بدا صلاحه ، فصار كالثمرة إذا بدا صلاحها . وإذا اشتد شيء من حبه ، جاز بيع جميع ما في البستان من نوعه ، كالشجرة إذا بدا الصلاح في شيء منها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية