الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (76) قوله : فما استكانوا : قد تقدم قبله استكان في آل عمران. وجاء الأول ماضيا، والثاني مضارعا ولم يجيئا ماضيين ولا مضارعين، ولا جاء الأول مضارعا والثاني ماضيا; لإفادة الماضي وجود الفعل وتحققه وهو بالاستكانة أليق بخلاف التضرع، فإنه أخبر عنهم بنفي ذلك في الاستقبال. وأما الاستكانة فقد توجد منهم. وقال الزمخشري: "فإن قلت: هلا قيل: وما تضرعوا فما يستكينون. قلت: لأن المعنى محناهم فما وجدت [ ص: 362 ] منهم عقيب المحنة استكانة، وما من عادة هؤلاء أن يستكينوا ويتضرعوا حتى [659/أ] يفتح عليهم باب العذاب الشديد". قلت: فظاهر هذا أن "حتى" غاية لنفي الاستكانة والتضرع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية