الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن كانت ) ما كانت الأخذة أو العقوبة . ( إلا صيحة واحدة ) صاح بها جبريل عليه السلام ، وقرئت بالرفع على كان التامة . ( فإذا هم خامدون ) ميتون ، شبهوا بالنار رمزا إلى أن الحي كالنار الساطعة والميت كرمادها كما قال لبيد :


                                                                                                                                                                                                                                        وما المرء إلا كالشهاب وضوئه . . . يحور رمادا بعد إذ هو ساطع



                                                                                                                                                                                                                                        ( يا حسرة على العباد ) تعالي فهذه من الأحوال التي من حقها أن تحضري فيها ، وهي ما دل عليها :

                                                                                                                                                                                                                                        ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) فإن المستهزئين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدارين أحقاء بأن يتحسروا ويتحسر عليهم ، وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين ، ويجوز أن يكون تحسرا من الله عليهم على سبيل الاستعارة لتعظيم ما جنوه على أنفسهم ويؤيده قراءة ( يا حسرتا ) ونصبها لطولها بالجار المتعلق بها ، وقيل بإضمار فعلها والمنادى محذوف ، وقرئ «يا حسرة العباد » بالإضافة إلى الفاعل أو المفعول ، و «يا حسرة » بالهاء على العباد بإجراء الوصل مجرى الوقف .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية