الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خنع ]

                                                          خنع : الخنوع : الخضوع والذل . خنع له وإليه يخنع خنوعا : ضرع إليه وخضع وطلب إليه وليس بأهل أن يطلب إليه . وأخنعته الحاجة إليه : أخضعته واضطرته ، والاسم الخنعة . وفي الحديث : إن أخنع الأسماء إلى الله - تبارك وتعالى - من تسمى باسم ملك الأملاك أي أذلها وأوضعها ؛ أراد بمن اسم من ، والخنعة والخناعة : الاسم ، ويروى : إن أنخع ، وسيذكر . ويقال للجمل المنوق : مخنع وموضع . ورجل ذو خنعات إذا كان فيه فساد . وخنع فلان إلى الأمر السيئ إذا مال إليه . والخانع : الفاجر . وخنع إليها خنعا وخنوعا : أتاها للفجور ، وقيل : أصغى إليها . ورجل خانع : مريب فاجر ، والجمع خنعة ، وكذلك خنوع ، والجمع خنع . ويقال : اطلعت منه على خنعة أي فجرة . والخنعة : الريبة ؛ قال الأعشى :


                                                          هم الخضارم إن غابوا وإن شهدوا ولا يرون إلى جاراتهم خنعا



                                                          ووقع في خنعة أي فيما يستحيا منه . وخنع به يخنع : غدر ؛ قال عدي بن زيد :


                                                          غير أن الأيام يخنعن بالمر     ء وفيها العوصاء والميسور



                                                          والاسم : الخنعة . والخانع : الذليل الخاضع ؛ ومنه حديث علي - كرم الله وجهه - يصف أبا بكر - رضي الله عنه : وشمرت إذ خنعوا . والتخنيع : القطع بالفأس ؛ قال ضمرة بن ضمرة :


                                                          كأنهم على حنفاء خشب     مصرعة أخنعها بفأس



                                                          ويقال : لقيت فلانا بخنعة فقهرته أي لقيته بخلاء . ويقال : لئن لقيتك بخنعة لا تفلت مني ؛ وأنشد :


                                                          تمنيت أن ألقى فلانا بخنعة     معي صارم قد أحدثته صياقله



                                                          الأصمعي : سمعت أعرابيا يدعو يقول : يا رب أعوذ بك من الخنوع والكنوع ، فسألته عنهما فقال : الخنوع الغدر . والخانع : الذي يضع رأسه للسوءة يأتي أمرا قبيحا فيرجع عاره عليه فيستحيي منه وينكس رأسه . وبنو خناعة : بطن من العرب ، وهو خناعة بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر . وخناعة : قبيلة من هذيل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية