الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ولمن في أعلى ماء غير مملوك كالأمطار والأنهار الصغار أن يسقي ويحبسه أي : الماء ( حتى يصل إلى كعبه ، ثم يرسله إلى من يليه ) أي : الساقي أولا ( ثم هو ) أي : الذي يلي الأعلى يفعل ( كذلك ) أي : يسقي ويحبس حتى يصل إلى كعبه ، ثم يرسله إلى من يليه ، وهكذا ( مرتبا ) الأعلى فالأعلى إلى انتهاء الأراضي ( إن فضل شيء ) عمن له السقي والحبس ( وإلا فلا شيء للباقي ) أي لمن بعده . إذ ليس له إلا ما فضل كالعصبة مع أصحاب الفروض في الميراث . لحديث عبادة [ ص: 371 ] { أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في شرب النخل من السيل أن الأعلى يشرب قبل الأسفل ، ويترك الماء إلى الكعبين ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه وكذلك حتى تنقضي الحوائط أو يفنى الماء } رواه ابن ماجه وعبد الله بن أحمد . ولحديث عبد الله بن الزبير متفق عليه ( فإن كان لأرض أحدهم أعلى وأسفل ) بأن كانت مختلفة في ذلك ( سقي كل منهما على حدته ) أي : انفراده في محله ، ( ولو استوى اثنان فأكثر في قرب ) من أول نهر ( قسم ) الماء بينهم ( على قدر الأرض ) فلو كان لواحد جريب ولآخر جريبان ولثالث ثلاثة ، فللأول سدس وللثاني ثلث وللثالث نصف كما لو كانوا ستة لكل واحد جريب ، ( إن أمكن ) قسمه بينهم ( وإلا ) يمكن قسمه ( أقرع ) بينهم فيسقي من خرجت له القرعة بقدر حقه ثم يقرع بين الآخرين فيسقي من قرع بقدر حقه ويتركه للآخر ، ( فإن لم يفضل ) الماء ( عن واحد ) مع التساوي في القرب ( سقى القارع بقدر حقه ) لمساواته من لم تخرج له القرعة في الاستحقاق ، وإنما القرعة للتقديم في استيفاء الحق لا في أصل الحق بخلاف الأعلى مع الأسفل

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية