الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد أخرج ابن المبارك ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن الضحاك قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها، فتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب، فينزلون فيحيطون بالأرض، ومن بها، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فصفوا صفا دون صف، ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم، فإذا رآها أهل الأرض هربوا، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة [ ص: 39 ] صفوف من الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قول الله : يوم التناد يعني بتشديد الدال، يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم

                                                                                                                                                                                                                                      وذلك قوله : وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم [الفجر : 22، 23] وقوله : يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا [الرحمن : 33] وقوله : وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها [الحاقة : 17،16] يعني ما تشقق فيها، فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله يوم التناد قال : يوم ينادي أهل النار أهل الجنة . وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، عن قتادة : "يوم التناد" قال : ينادى كل قوم بأعمالهم، فينادي أهل النار أهل الجنة، وأهل الجنة أهل النار، يوم تولون مدبرين قال : مدبرين إلى النار، ما لكم من الله من عاصم أي : من ناصر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد [ ص: 40 ] قال : يوم ينادي أهل الجنة أهل النار : أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا [الأعراف : 50] قال : وينادي أهل النار أهل الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله . [الأعراف : 50]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن قتادة : يوم تولون مدبرين قال : فارين غير معجزين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية