الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وإذا أنزل عليك يا محمد سورة من القرآن ، بأن يقال لهؤلاء المنافقين : ( آمنوا بالله ) يقول : صدقوا بالله ( وجاهدوا مع رسوله ) يقول : اغزوا المشركين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( استأذنك أولو الطول منهم ) يقول : استأذنك ذوو الغنى والمال منهم في التخلف عنك ، والقعود في أهله ( وقالوا ذرنا ) يقول : وقالوا لك : دعنا ، نكن ممن يقعد في منزله مع ضعفاء الناس ومرضاهم ، ومن لا يقدر على [ ص: 412 ] الخروج معك في السفر .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17061 - حدثنا علي بن داود قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله : ( استأذنك أولو الطول ) قال : يعني أهل الغنى .

17062 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( أولو الطول منهم ) يعني : الأغنياء .

17063 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة عن ابن إسحاق : ( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم ) كان منهم عبد الله بن أبي والجد بن قيس . فنعى الله ذلك عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية