الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله : ( " 93 993 " إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ( 93 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ما السبيل بالعقوبة على أهل العذر يا محمد ، ولكنها على الذين يستأذنونك في التخلف خلافك ، وترك الجهاد معك وهم أهل غنى وقوة وطاقة للجهاد والغزو نفاقا وشكا في وعد الله ووعيده ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) يقول : رضوا بأن يجلسوا بعدك مع النساء وهن [ ص: 424 ] " الخوالف " خلف الرجال في البيوت ، ويتركوا الغزو معك ، ( وطبع الله على قلوبهم ) يقول : وختم الله على قلوبهم بما كسبوا من الذنوب ( فهم لا يعلمون ) سوء عاقبتهم بتخلفهم عنك ، وتركهم الجهاد معك ، وما عليهم من قبيح الثناء في الدنيا ، وعظيم البلاء في الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية