الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: الله ولي الذين آمنوا ؛ يقال: " قد توليت فلانا " ؛ و " وليت فلانا ولاية " ؛ و " الولاية " ؛ بالكسر: اسم لكل ما يتولى؛ ومعنى " ولي " ؛ على ضروب؛ فالله ولي المؤمنين في حجاجهم وهدايتهم؛ وإقامة البرهان لهم؛ لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية؛ كما قال - عز وجل -: والذين اهتدوا زادهم هدى ؛ ووليهم أيضا في نصرهم؛ وإظهار دينهم على دين مخالفيهم؛ ووليهم أيضا بتولي قولهم؛ ومجازاتهم بحسن أعمالهم. وقوله - عز وجل -: يخرجهم من الظلمات إلى النور ؛ أي: يخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور الهدى؛ لأن أمر الضلالة مظلم؛ غير بين؛ وأمر الهدى واضح كبيان النور؛ وقد قال قوم: " يخرجهم من الظلمات إلى النور " : يحكم لهم بأنهم خارجون من الظلمات إلى النور؛ وهذا ليس قول أهل التفسير؛ ولا قول أكثر أهل اللغة؛ إنما قاله الأخفش وحده. [ ص: 340 ] والدليل على أنه يزيدهم هدى؛ ما ذكرناه من الآية؛ وقوله - عز وجل -: فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى: والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ؛ أي: الذين يتولون أمرهم هم الطاغوت؛ وقد فسرنا " الطاغوت " ؛ و " الطاغوت " ؛ ههنا؛ واحد في معنى جماعة؛ وهذا جائز في اللغة؛ إذا كان في الكلام دليل على الجماعة؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب



                                                                                                                                                                                                                                        " جلدها " ؛ في معنى " جلودها " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية