الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إذ الأغلال الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه، وابن مردويه [ ص: 75 ] والبيهقي في البعث والنشور عن عبد الله بن عمرو قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل إلى قوله : يسجرون فقال : لو أن رصاصة مثل هذه - وأشار إلى جمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة - لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا - الليل والنهار - قبل أن تبلغ أصلها أو قال قعرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن يعلى بن منية رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينشئ الله سحابة لأهل النار سوداء مظلمة ويقال لأهل النار : أي شيء تطلبون؟ فيذكرون بها سحاب الدنيا فيقولون : يا ربنا الشراب فتمطرهم أغلالا تزيد في أعناقهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرا يلهب عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ (والسلاسل) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 76 ] بنصب، (يسحبون) بنصب الياء وذلك أشد عليهم وهم يسحبون السلاسل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن عبيد الطائي قال : سمعت سعيد بن جبير وهو يصلي في شهر رمضان يردد هذه الآية : فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن ابن عباس قال يسحبون في الحميم فيسلخ كل شيء عليهم من جلد ولحم وعرق حتى يصير في عقبه، حتى إن لحمه قدر طوله، وطوله ستون ذراعا، ثم يكسى جلدا آخر ثم يسجر في الحميم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : يسجرون قال : توقد بهم النار، وفي قوله : تمرحون قال : تبطرون وتأشرون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 77 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية