الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولو نشاء لمسخناهم ) بتغيير صورهم وإبطال قواهم . ( على مكانتهم ) مكانهم بحيث يجمدون فيه ، وقرأ أبو بكر «مكاناتهم » . ( فما استطاعوا مضيا ) ذهابا . ( ولا يرجعون ) ولا رجوعا فوضع الفعل موضعه للفواصل ، وقيل ( لا يرجعون ) عن تكذيبهم ، وقرئ «مضيا » بإتباع الميم الضاد المكسورة لقلب الواو ياء كالعتي والعتي و «مضيا » كصبي ، والمعنى أنهم بكفرهم ونقضهم ما عهد إليهم أحقاء بأن يفعل بهم ذلك لكنا لم نفعل لشمول الرحمة لهم واقتضاء الحكمة إمهالهم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومن نعمره ) ومن نطل عمره . ( ننكسه في الخلق ) نقلبه فيه فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاض بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدء أمره ، وابن كثير على هذه يشبع ضمة الهاء على أصله ، وقرأ عاصم وحمزة ( ننكسه ) من التنكيس وهو أبلغ والنكس أشهر . ( أفلا يعقلون ) أن من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ فإنه مشتمل عليهما وزيادة غير أنه على تدرج ، وقرأ نافع برواية ابن عامر وابن ذكوان ويعقوب بالتاء لجري الخطاب قبله .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية