الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (115) قوله : عبثا : في نصبه وجهان، أحدهما: أنه مصدر واقع موقع الحال أي: عابثين. الثاني: أنه مفعول من أجله أي: لأجل العبث. والعبث: اللعب وما لا فائدة فيه وكل ما ليس له غرض صحيح. يقال: عبث يعبث عبثا إذا خلط عمله بلعب. وأصله من قولهم: عبثت الأقط أي: خلطته. والعبيث طعام مخلوط بشيء، ومنه العوبثاني لتمر وسويق وسمن مختلط.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وأنكم" يجوز أن يكون معطوفات على "أنما خلقناكم" فيكون [ ص: 375 ] الحسبان منسحبا عليه، وأن يكون معطوفا على "عبثا" إذا كان مفعولا من أجله. قال الزمخشري: "ويجوز أن يكون معطوفا على "عبثا" أي: للعبث ولترككم غير مرجوعين". وقدم "إلينا" على "ترجعون" لأجل الفواصل.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لا ترجعون" هو خبر "أنكم". وقرأ الأخوان "ترجعون" مبنيا للفاعل. والباقون مبنيا للمفعول. وقد تقدم أن "رجع" يكون لازما ومتعديا. وقيل: لا يكون إلا متعديا والمفعول محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية