الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وكأين من دابة لا تحمل رزقها [60]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه "أي" دخلت عليها كاف التشبيه فصار فيها معنى "كم" والتقدير عند الخليل وسيبويه رحمهما الله كالعدد. وشرح هذا أبو الحسن بن كيسان فقال: أي شيء من الأشياء، فالمعنى على قول الخليل وسيبويه كشيء كثير من العدد، قال: ولهذا قال الكسائي : الأصل في "كم" كما فإذا قلت: كم بمالك؟ فالمعنى كأي شيء من العدد مالك، قال: ومثل ذلك في الإبهام: له كذا وكذا درهما، أي له كالعدد المذكور أو المشار إليه ثم كثر استعمالهم لذلك حتى قالوا: له كذا وإن لم يتقدم شيء ولم يشر إلى شيء. فإذا قلت: له عندي كذا درهما، وجب له عند الكوفيين أحد عشر درهما، فإذا قلت: له عندي كذا وكذا درهما، وجب له أحد وعشرون درهما، وإذا قلت: له عندي كذا درهم كانت مائة، وإذا قلت: كذا دراهم كانت ثلاثة، ولا يجوز عند البصريين الخفض بوجه، وهي عندهم مبهمة يقع للقليل والكثير، وزعم أبو [ ص: 260 ] عبيدة أن الحيوان والحياة والحي واحد. وغيره يقول: إن الحي جمع على فعول مثل عصي.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية