الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 278 ] سورة التوبة تقدم اختلافهم في الهمزة الثانية من أئمة الكفر في باب الهمزتين من كل كلمة .

                                                          ( واختلفوا ) في : لا أيمان لهم فقرأ ابن عامر بكسر الهمزة على أنه مصدره ، وقرأ الباقون على أنه جمع .

                                                          وانفرد ابن العلاف عن النخاس عن رويس في ويتوب الله بنصب الباء على أنه جواب الأمر من حيث إنه دخل فيه من جهة المعنى; قال ابن عطية : يعني أن قتل الكفار والجهاد في سبيل الله توبة لكم أيها المؤمنون; وقال غيره : يحتمل أن يكون ذلك بالنسبة إلى الكفار لأن قتال الكفار وغلبة المسلمين عليهم ينشأ عنها إسلام كثير من الناس ، وهي رواية روح بن قرة وفهد بن الصقر كلاهما عن يعقوب ، ورواية يونس عن أبي عمرو ، وقراءة زيد بن علي واختيار الزعفراني

                                                          ( واختلفوا ) في : أن يعمروا مساجد الله فقرأ البصريان ، وابن كثير ( مسجد الله ) على التوحيد ، وقرأ الباقون بالجمع .

                                                          ( واتفقوا ) على الجمع بالحرف الثاني إنما يعمر مساجد الله لأنه يريد جميع المساجد .

                                                          وتقدم الخلاف في يبشرهم في آل عمران .

                                                          وانفرد الشطوي عن ابن هارون في رواية ابن وردان في سقاية الحاج وعمارة المسجد " سقاة " بضم السين وحذف الياء بعد الألف جمع ساق كرام ورماة و " عمرة " بفتح العين وحذف الألف جمع عامر مثل صانع وصنعة ، وهي رواية ميمونة والقورسي عن أبي جعفر ، وكذا روى أحمد بن جبير الأنطاكي عن ابن جماز ، وهي قراءة عبد الله بن الزبير ، وقد رأيتهما في المصاحف القديمة محذوفتي الألف كقيامة وجمالة ; ثم رأيتها كذلك في مصحف المدينة الشريفة ، ولم أعلم أحدا نص على إثبات الألف فيهما ، ولا في إحداهما ، وهذه الرواية تدل على حذفها منهما : إذ هي محتملة الرسم ، وقرأ الباقون بكسر السين وبياء مفتوحة بعد الألف وبكسر العين وبألف بعد الميم .

                                                          ( واختلفوا ) في : وعشيرتكم ، فروى أبو بكر بالألف على الجمع ، وقرأ

                                                          [ ص: 279 ] الباقون بغير ألف على الإفراد .

                                                          ( واتفقوا ) من هذه الطرق على الإفراد في المجادلة لأن المقام ليس مقام بسط ، ولا إطناب ، ألا تراه عدد هنا ما لم يعدده في المجادلة وأتى هنا بالواو وهناك بـ " أو " ؟ - والله أعلم - .

                                                          .

                                                          ( واختلفوا ) في : عزير ابن فقرأ عاصم والكسائي ويعقوب ، وكسره حالة الوصل ، ولا يجوز ضمه في مذهب الكسائي لأن الضمة في ابن ضمة إعراب ، وقرأ الباقون بغير تنوين .

                                                          وتقدم همز يضاهئون لعاصم في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : اثنا عشر و أحد عشر و تسعة عشر فقرأ أبو جعفر بإسكان العين من الثلاثة ، ولا بد من مد ألف اثنا لالتقاء الساكنين ، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو الداني ، وغيره ، وهي رواية هبيرة عن حفص من طرق فارس بن أحمد ، وقرأه شيبة وطلحة فيما رواه الحلواني عنه . وقد تقدم وجه مده في باب المد ، وقيل ليس من ذلك ، بل هو فصيح سمع مثله من العرب في قولهم التقت حلقتا البطان : بإثبات ألف حلقتا ، وانفرد النهرواني عن زيد في رواية ابن وردان بحذف الألف ، وهي لغة أيضا ، وقرأ الباقون بفتح العين في الثلاثة ، وتقدم النسيء في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : يضل به فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم الياء وفتح الضاد ، وقرأ يعقوب بضم الياء وكسر الضاد ، وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الضاد ، وتقدم ليواطئوا . و أن يطفئوا لأبي جعفر في باب الهمز المفرد ، وتقدم ذكر الغار في باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : وكلمة الله هي فقرأ يعقوب بنصب تاء التأنيث ، وقرأ الباقون بالرفع ، وتقدم اختلافهم في كرها في سورة النساء واختلفوا في أن تقبل منهم فقرأ حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير ، وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث وما حكاه الإمام أبو عبيد في كتابه من التذكير عن عاصم ونافع فهو غلط ، نص على ذلك الحافظ أبو عمرو

                                                          ( واختلفوا ) في : أو مدخلا فقرأ يعقوب بفتح الميم ، وإسكان الدال مخففة ، وقرأ الباقون بضم الميم وفتح الدال مشددة .

                                                          ( واختلفوا ) في : يلمزك و يلمزون و تلمزوا

                                                          [ ص: 280 ] فقرأ يعقوب بضم الميم من الثلاثة وقرأ الباقون بكسرها منها ، وتقدم ذكر إسكان أذن لنافع في سورة البقرة عند ذكر هزوا .

                                                          ( واختلفوا ) في : ورحمة للذين آمنوا فقرأ حمزة بالخفض ، وقرأ الباقون بالرفع .

                                                          ( واختلفوا ) في : إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة فقرأ عاصم نعف بنون مفتوحة وضم الفاء نعذب بالنون وكسر الذال طائفة بالنصب ، وقرأ الباقون ويعف بياء مضمومة وفتح الفاء " تعذب " بتاء مضمومة وفتح الذال طائفة بالرفع ، وتقدم والمؤتفكات في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : وجاء المعذرون فقرأ يعقوب بتخفيف الذال ، وقرأ الباقون بتشديدها .

                                                          ( واختلفوا ) في : دائرة السوء هنا والفتح فقرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم السين في الموضعين ، وقرأ الباقون بفتحها فيهما وورش من طريق الأزرق على أصله في مد الواو .

                                                          ( واتفقوا ) على فتح السين في قوله تعالى : ما كان أبوك امرأ سوء ، و أمطرت مطر السوء ، و الظانين بالله ظن السوء لأن المراد به المصدر ، وصف به للمبالغة كما تقول هو رجل سوء في ضد قولك رجل صدق .

                                                          ( واتفقوا ) على ضمها في قوله تعالى : وما مسني السوء . و إن النفس لأمارة بالسوء . و إن أراد بكم سوءا لأن المراد به المكروه والبلاء ، ولما صلح كل من ذلك في الموضعين المذكورين اختلف فيهما - والله أعلم - .

                                                          وتقدم ضم راء قربة لورش في البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : ( والأنصار والذين اتبعوهم ) فقرأ يعقوب برفع الراء ، وقرأ الباقون بخفضها .

                                                          ( واختلفوا ) في : تجري تحتها ، وهو الموضع الأخير فقرأ ابن كثير بزيادة كلمة " من " وخفض تاء ( تحتها ) ، وكذلك هي في المصاحف المكية ، وقرأ الباقون بحذف لفظ " من " وفتح التاء ، وكذلك هي في مصاحفهم .

                                                          ( واتفقوا ) على إثبات " من " قبل " تحتها " في سائر القرآن فيحتمل أنه إنما لم يكتب " من " في هذا الموضع لأن المعنى : ينبع الماء من تحت أشجارها ، لا أنه يأتي من موضع وتجري من تحت هذه الأشجار ، وأما في سائر القرآن فالمعنى أنها تأتي من موضع وتجري من تحت هذه الأشجار ، وأما في سائر القرآن فالمعنى أنها تأتي من موضع وتجري تحت هذه الأشجار ، المعنى خولف في الخط ، وتكون هذه الجنات معدة لمن ذكر تعظيما

                                                          [ ص: 281 ] لأمرهم وتنويها بفضلهم وإظهارا لمنزلتهم لمبادرتهم لتصديق هذا النبي الكريم - عليه من الله أفضل الصلاة وأكمل التسليم ، ولمن تبعهم بالإحسان والتكريم ، والله تعالى أعلم .

                                                          ( واختلفوا ) في : إن صلاتك فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص إن صلاتك على التوحيد وفتح التاء ، وقرأ الباقون بالجمع وكسر التاء ، وتقدم اختلافهم في همز مرجون من باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : والذين اتخذوا فقرأ المدنيان ، وابن عامر " الذين " بغير واو ، وكذا هي في مصاحف أهل المدينة والشام ، وقرأ الباقون بالواو ، وكذا هي في مصاحفهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : أسس بنيانه في الموضعين فقرأ نافع وابن عامر بضم الهمزة وكسر السين ورفع النون فيهما وقرأ الباقون بفتح الهمزة والسين ، ونصب النون منهما ، وتقدم اختلافهم في جرف عند هزوا من البقرة ، وتقدم هار في باب الإمالة .

                                                          ( واختلفوا ) في : إلا أن فقرأ يعقوب بتخفيف اللام فجعله حرف جر ، وقرأ الباقون بتشديدها على أنه حرف استثناء .

                                                          ( واختلفوا ) في : تقطع فقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب وحمزة وحفص بفتح التاء ، وقرأ الباقون بضمها ، وتقدم يقتلون ويقتلون في أواخر آل عمران ، وتقدم ( إبراهام ) في البقرة لابن عامر ، وتقدم ساعة العسرة فيها عند هزوا .

                                                          ( واختلفوا ) في : كاد يزيغ فقرأ حمزة وحفص بالياء على التذكير ، وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث ، وتقدم ضاقت في الإمالة لحمزة ، وتقدم يطئون لأبي جعفر ، وكذا موطئا بخلافه في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : أولا يرون فقرأ حمزة ويعقوب بالخطاب ، وقرأ الباقون بالغيب .

                                                          ( وفيها من ياءات الإضافة ثنتان ) معي أبدا أسكنها يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر معي عدوا فتحها حفص والله المستعان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية