الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خوش ]

                                                          خوش : الخوش : صفر البطن ، وكذلك التخويش . والمتخوش والمتخاوش : الضامر البطن المتخدد اللحم المهزول . وتخوش بدن الرجل : هزل بعد سمن . وخوشه حقه : نقصه ؛ قال رؤبة يصف أزمة :


                                                          حصاء تفني المال بالتخويش



                                                          ابن شميل : خاش الرجل جاريته بأيره ، قال : والخوش كالطعن وكذلك جافها يجوفها ونشغها ورفغها . وخاوش الشيء : رفعه ؛ قال الراعي يصف ثورا يحفر كناسا ويجافي صدره عن عروق الأرطى :


                                                          يخاوش البرك عن عرق أضر به     تجافيا كتجافي القرم ذي السرر



                                                          أي يرفع صدره عن عروق الأرطى . وخاوش الرجل جنبه عن الفراش إذا جافاه عنه . وخاش الرجل : دخل في غمار الناس . وخاش الشيء : حشاه في الوعاء . وخاش أيضا : رجع ؛ وقوله أنشده ثعلب :


                                                          بين الوخاءين وخاش القهقرى



                                                          فسره بالوجهين جميعا ؛ قال ابن سيده : ولا دليل فيه على أن ألفه منقلبة عن واو أو ياء . وخاش ماش ، مبنيان على الفتح : قماش الناس ، وقيل : قماش البيت وسقط متاعه . وحكى ثعلب عن سلمة عن الفراء : خاش ماش ، بالكسر أيضا ؛ وأنشد أبو زيد :


                                                          صبحن أنمار بني منقاش     خوص العيون يبس المشاش
                                                          يحملن صبيانا وخاش ماش



                                                          قال : سمع فارسيته فأعربها . والخوش : الخاصرة . الفراء : والخوشان الخاصرتان من الإنسان وغيره ؛ قال أبو الهيثم : أحسبها الحوشان ، بالحاء ، قال أبو منصور : والصواب ما روي عن الفراء . وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي وعن عمرو عن أبيه أنهما قالا : الخوش الخاصرة ، قال أبو منصور : وهذا عندي مأخوذ من التخويش وهو التنقيص ؛ قال رؤبة :


                                                          يا عجبا والدهر ذو تخويش



                                                          والخوشان : نبت البقلة التي تسمى القطف إلا أنه ألطف ورقا وفيه حموضة والناس يأكلونه ، قال : وأنشدت لرجل من الفزاريين :


                                                          ولا تأكل الخوشان خود كريمة     ولا الضجع إلا من أضر به الهزل



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية