الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2293 - مسألة : الخليطين ؟ قد ذكرنا " فيما يحل ويحرم من الأشربة " أن التمر والرطب ، والزهو والبسر ، والزبيب ، هذه الخمسة - خاصة دون سائر الأشياء - يحل أن ينبذ كل واحد منها على انفراده ، ولا يحل أن ينبذ شيء منها مع شيء آخر - لا منها ولا من سائرها - في العالم .

                                                                                                                                                                                          وأنه لا يحل أن يخلط نبيذ شيء - بعد طيبه أو قبل طيبه - لا بشيء آخر ولا بنبيذ شيء آخر - لا منها ولا من غيرها - أصلا ، وأما ما عدا هذه الخمسة فجائز أن ينبذ منها الشيئان والأكثر معا ، وأن يخلط نبيذ اثنين منها فصاعدا أو عصير اثنين فصاعدا ، وبينا السنن الواردة في ذلك ، فمن شرب من الخليطين المحرمين مما ذكرنا شيئا لا يسكر فقد شرب حراما كالدم ، والبول ، ولا حد في ذلك ; لأنه لم يشرب خمرا ، ولا حد إلا في الخمر .

                                                                                                                                                                                          لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { ومن شرب الخمر فاجلدوه } وللآثار الثابتة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلد في الخمر ، ولقوله عليه السلام { كل مسكر خمر } فإن لم يكن خمرا فلا حد فيه ، وإنما فيه التعزير فقط ; لأنه أتى منكرا .

                                                                                                                                                                                          وأما كل خليطين مما ذكرنا من غير ذلك إذا أسكر فهو خمر ، وعلى شاربه حد الخمر ، لما ذكرنا - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية