الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ليس منا من ضرب الخدود

                                                                                                                                                                                                        1235 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة ) تقدم الكلام على هذا التركيب في " باب ما يكره من النياحة على الميت " وعلى الحكمة في اقتصاره على الحلق دون ما ذكر معه في الباب الذي قبله ، وقوله : " عند المصيبة " قصر للحكم على تلك الحالة وهو واضح .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الحكم بن موسى ) هو القنطري بقاف مفتوحة ونون ساكنة ، ووقع في رواية أبي الوقت " حدثنا الحكم " وهو وهم ، فإن الذين جمعوا رجال البخاري في صحيحه أطبقوا على ترك ذكره في شيوخه ، فدل على أن الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق . وقد وصله مسلم في صحيحه ، فقال : " حدثنا الحكم بن موسى " . وكذا ابن حبان فقال : " أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا الحكم " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبد الرحمن بن جابر ) هو ابن يزيد بن جابر ، نسب إلى جده في هذه الرواية ، وصرح به في رواية مسلم . ومخيمرة بمعجمة وراء مصغر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وجع ) بكسر الجيم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( في حجر امرأة من أهله ) زاد مسلم : " فصاحت " . وله من وجه آخر من طريق أبي صخرة ، عن أبي بردة وغيره : " قالوا : أغمي على أبي موسى ، فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة " . الحديث . وللنسائي من طريق يزيد بن أوس ، عن أم عبد الله امرأة أبي موسى ، عن أبي موسى . . . فذكر الحديث دون القصة . ولأبي نعيم في المستخرج على مسلم من طريق ربعي قال : " أغمي على أبي موسى فصاحت امرأته بنت أبي دومة " . فحصلنا على أنها أم عبد الله بنت أبي دومة ، وأفاد عمر بن شبة في تاريخ البصرة أن اسمها صفية بنت دمون ، وأنها والدة أبي بردة بن أبي موسى ، وأن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إني بريء ) في رواية الكشميهني : " أنا بريء " . وكذا لمسلم .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 198 ] قوله : ( الصالقة ) بالصاد المهملة والقاف ؛ أي التي ترفع صوتها بالبكاء ، ويقال فيه بالسين المهملة بدل الصاد ، ومنه قوله تعالى : سلقوكم بألسنة حداد ، وعن ابن الأعرابي : الصلق ضرب الوجه ، حكاه صاحب المحكم ، والأول أشهر ، والحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة ، والشاقة التي تشق ثوبها ، ولفظ أبي صخرة عند مسلم : أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق . أي حلق شعره ، وسلق صوته - أي رفعه - وخرق ثوبه ، وقد تقدم الكلام على المراد بهذه البراءة قبل باب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب : ليس منا من ضرب الخدود ) وتقدم الكلام عليه قبل بابين .

                                                                                                                                                                                                        وعبد الرحمن المذكور في هذا الإسناد هو ابن مهدي .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية