الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [61 - 62] ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير .

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل أي : ذلك النصر بسبب أنه قادر . ومن آيات قدرته البالغة ، إيلاج أحد الملوين في الآخر ، بزيادته في أحدهما ما ينقص من ساعات الآخر : وأن الله سميع بصير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير أي : ذلك الصنع الباهر بأنه المعبود الحق الذي لا مثل له ولا ند ، وأن الذي يدعوه المشركون هو الباطل الذي لا يقدر على صنعة شيء . بل هو المصنوع . أي : فتتركون عبادة من منه النفع وبيده الضر ، وتعبدون الباطل الذي لا تنفعكم عبادته . وأن الله هو ذو العلو على كل شيء ، والعظيم الذي كل شيء [ ص: 4376 ] دون عظمته ، فلا أعلى منه ولا أكبر . ثم أشار إلى آية من آيات صنعه الباهر ، تقريرا لألوهيته ، بقوله سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية