الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 538 ] القول في تأويل قوله : ( إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ( 116 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : إن الله - أيها الناس - له سلطان السماوات والأرض وملكهما ، وكل من دونه من الملوك فعبيده ومماليكه ، بيده حياتهم وموتهم ، يحيي من يشاء منهم ، ويميت من يشاء منهم ، فلا تجزعوا - أيها المؤمنون - من قتال من كفر بي من الملوك . ملوك الروم كانوا أو ملوك فارس والحبشة ، أو غيرهم ، واغزوهم وجاهدوهم في طاعتي ، فإني المعز من أشاء منهم ومنكم ، والمذل من أشاء .

وهذا حض من الله - جل ثناؤه - المؤمنين على قتال كل من كفر به من المماليك ، وإغراء منه لهم بحربهم .

وقوله : ( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) يقول : وما لكم من أحد هو لكم حليف من دون الله يظاهركم عليه ، إن أنتم خالفتم أمر الله فعاقبكم على خلافكم أمره ، يستنقذكم من عقابه ( ولا نصير ) ينصركم منه إن أراد بكم سوءا . يقول : فبالله فثقوا ، وإياه فارهبوا ، وجاهدوا في سبيله من كفر به ، فإنه قد اشترى منكم أنفسكم وأموالكم بأن لكم الجنة ، تقاتلون في سبيله فتقتلون وتقتلون .

التالي السابق


الخدمات العلمية