الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولو جعلناه قرآنا أعجميا آية . أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله : ولو جعلناه قرآنا أعجميا الآية . يقول لو جعلنا القرآن أعجميا ولسانك يا محمد عربي؛ لقالوا أأعجمي وعربي يأتينا به مختلفا أو مختلطا، لولا فصلت آياته [ ص: 124 ] هلا بينت آياته، فكان القرآن مثل اللسان يقول : فلم يفعل لئلا يقولوا فكانت حجة عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير في الآية قال : لو أنزل أعجميا قال المشركون : كيف يكون أعجميا وهذا عربي؟ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير قال : قالت قريش : لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا؟ فأنزل الله : ( وقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي ) وأنزل الله بعد هذه الآية فيه بكل لسان : " حجارة من سجيل " [هود : 82، الحجر : 74] قال ابن جرير : والقراءة على هذا : (أعجمي) بالاستفهام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي ميسرة قال : في القرآن من كل لسان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 125 ] وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله : وهو عليهم عمى . قال : عموا عن القرآن وصموا عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس أنه كان يقرأ : أعمى أولئك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن الضحاك في قوله : أولئك ينادون من مكان بعيد قال : ينادون يوم القيامة بأشنع أسمائهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : أولئك ينادون من مكان بعيد . قال : بعيد من قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية